إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92166

الخميس، 27 يوليو 2017



الطيور لا تتحمل القفص. ..الجزء 3 


تحدثنا كثيرا عن الظروف القاسية التي استجدت في حياتي الشخصية ، ثم تحولت هي إلى الحديث عن نفسها ، قالت أن حياتها دالّة خطّية معاملها الصّفر ولم تعهد به يوما ً إلاّ جحيماً مستعراً ومستمرّاً .فبعد خطف زوجها من طرف البوليساريو مباشرة ًتوفي ابنها ذو السبع سنوات في حادثة سير وهو في طريقه إلى المدرسة ..ثم توالت عليها المآسي ؛ فبعد وفاة ابيها الذي يساندها في تدبير أمور حياتها ، طردت من المنزل الذي كان يكتريه لها زوجها .. فاطمة تتحدث وهي تذرف دموعا ، أضافت أنها لتدبير عيشها سلكت كل الطرق إلى أن توقف حمار شيخها في عقبة ازيلال ، فانعطفت يمينا ويسارا لتستقر في وحل الدعارة الرخيصة حيف انضمت إلى الباطرونة الكبيرة " حجو" التي تعتبر في عقد التسعينيات من الناجحات في تدبير أقدم مهنة في التاريخ : مهنة الدعارة .. في ماخور مشهور هو " تقات" بعد سنوات ولأنها جميلة جدا ، ارتبطت بمسؤول كبير في المدينة كعاشقة فقط ، فاغتنمت الفرصة لتبني منزلا صغيرا وتاثيته . فمّ بعد رحيل المسؤول عن المدينة . دخلت فاطمة عالم الدعارة الراقية بمقاييس محلية .. تشتغل في المقاهي وتنظيف الإدارات والمنازل نهارا ، فمّ ليلاً تختار بعناية فريستها الّذي كان عليه أن يؤدي لفاطمة أضعاف ما كانت تأخذه بالنهار فقط كي يرتوي من معينها الذي سال شوقا إليه أغلب رجال المدينة ، قالت فاطمة وكان اشتغالي لديك قبل شهور في مطعمك مطعم أكادير جزء من هذا .. في الحقيقة لقد تأثرت لإغلاق السلطات مصدر رزقك وكنتُ ساتدخل لمعرفتي للكثير من المسؤولين وقربي منهم لكن خوفي من انكشاف أمري جعلني اتراجع حيث مازال البعض منهم يقضي معي ليالي كلما اشتهى الجسد الحرام ..
كنت دخنت أربع سجائر دفعة واحدة ، في الوقت الّذي كانت فيه فاطمة تتحدث ... كانت آلة تسجيل ينبعث منها صوت شجي لام كلثوم وهي تصدح بأغنيتها " أنت عمري "..كانت كل الاحتمالات قائمة ..لكن أمرا ما اخر البدء في شرب الزجاجة عندما سمعنا طرقات قوية على الباب ... في لحظة خاطفة جمعت فاطمة الزجاجة وامرتني بارتداء مايمكن ارتداؤه قامت في عجل ولبست هي الأخرى قفطانا ، أضافت إليه جلابية و توجهت مسرعة إلى النافذة في الوقت الذي تتوالى فيه الطرقات على الباب الخارجي .. أطلت عبر نافذة ثم عادت لتقول : الدرك الملكي بالباب .!. لا تخف هذه إجراءات روتينية ! لا تبدي أي خوف . ثم نزلت السلاليم . دقيقتان وأمامي دركي بزيه الرسمي طلب مني بطاقتي.. نظر تمعّن فيها قليلا ً ثم اعادها الي .. بينما دركيان آخران يأمران فاطمة بفتح أبواب الغرف الأخرى .. سألني الدركي الذي أعرفه جيدا ويعرفني كذلك عن ملابسات وجودي في منزل مشبوه ..قصصت عليه بإيجاز ... قلت له باختصار لم يعد أمامي إلا هذا الخيار بعدما صدني كل معارفي ... الدركي دون ذكر اسمه كنت قد ساعدته في القبض على مجرم كبير في المدينة ..وبواسطة شهادتي ادخل السجن ..وكنت معه في كل مراحل التحقيق ... عاد الدركيان بعد تفتيش كل الغرف ..ليقولا للدركي الثالث .. لم نجد شيئا ... صديقي الدركي قال : نحن تفتش ونبحث عن تاجر حشيش و ماحيا مختبىء بمكان ما بالمدينة ؛ قبل قليل فقط جتءتنا معلومات عن شخص غريب دخل إلى هذا المنزل ! انتبهتُ إلى أن فاطمة دخلت مع الدركيين الآخرين في ما يشبه نقاشا وديا ... أخيرا شكر الثلاثة لفاطمة أنها امتثلت ... مدتهما بعلبة سجائر لكل واحد منهم ...ثم غادروا بعد أن قال صديقي لفاطمة : طهلا ليا ف قاسم : نعم الرجل ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...