إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92162

الخميس، 27 يوليو 2017



الطيور لا تتحمل القفص. ..الجزء 4 


لما غادر الدرك .. عدنا انا وفاطمة إلى ما كنا عليه .. قالت ألفنا التفتيش ، الفنا التحقيقات حتى أضحى ذلك من يومياتنا المعتادة ، المهم أنهم ينفضون أيديهم عنّاويتركوننا نعيش .. عالم الدعارة يشكل في هذه المدينة والمدن البئيسة مثلها ملجأ للعديد من النساء المغضوب عليهن من طرف أقربائها والمجتمع ككلّ لكسب رزقهن أما الرجال فالجسد محور اهتماماتهم في مدينة لا تحمل من مواصفات المدينة غير الاسم ... زجاجة " الدومي " جاهز .... بحذر شديد ..كان فوق الطاولة كاسين لا ثالث لهما ... الاولى ..الثانية ... الثالثة ...الحدود تفتح شيئا فشيئا ... في الخارج توقف الثلج ...حين سمعنا رعدا زمجر بقوة و عاصفة مطرية ..قالت فاطمة أن المطر سيذيب الثلج المتراكم منذ أيام ... قلت لفاطمة بعد أن بدأت الخمر يتلاعب براسي : هل مازال بك شوق إلى زوجك المخطوف ؟ قلت لها بحدة : اذا كان بالإمكان عودته هل ستشاركينه الفراش مجدّدا..؟ ضحكت وقالت . دع عنك هذا ياقاسم . آنذاك سيكون لي معه شأن آخر ... دعني اقاسم من كل ما هو حزين و صديقك الدركي أوصاني بك ... وسأفعل ... زخات المطر نسمعها تداعب دفات النوافذ وهدير الرعد لم ينقطع ... كانت فاطمة تدخن بشراهة وتبلع كأسها حين امرتني بالتقرب ، وكنت في قرارة نفسي أنتظر المبادرة منها ..إذ ذاك أتلفت الحواجز ...بدأت حوارات مجنونة ..وبدأ الفعل خارج الوعي .. تركنا غرفة الإنعاش إلى غرفة العمليات الجراحية ... بعد فقدانها لصوابها بعد زجاجة واحدة أدركت انها لا تشرب كثيرا مثل مومسات أخريات ... في " الكرنة" أو " الباطوار" أو قاعة العمليات كان كل شيء قد بدأ بالفعل ... زجاجة واحدة بالنسبة لي كانت بمثابة تخذير موضعي ... أما هي فكان كليا تماما ... تجردت من كل شيء وجعلتني ادخل حدائقها من كل ابوابها وحيث ما شئت ... لم أر سحابة ولا غيمة ... كانت تضاريسها مكشوفة من غير ضوء قمر ولا شعاع شمس .. حين يكون الجسد ممتلئاً وبضا ومرسوما بعناية يجعلني أغرق فيه بدون خوف ولا وجل .. في الهزيع الأخير من الليل كانت عمليات الاستكشاف والتنقيب عن المجوهرات لم تصل بعد إلى نهايتها ... كانت فاطمة جوهرة كاملة وكان الحفر في معالم جسدها اية من آيات المغامرة المحفوفة بالمخاطر ... كانت طلباتها للاستزادة قد كشفت عجزي عن مواكبة شهوتها التي ليس لديها سقف يمكن أن أخاطر في الوصول إليه ... جهّزت اسلحتي من جديد بما تبقى لي من قذائف فكان النصر حليفي بعد جهد جهيد ...حمدت الله أنني فعلا كنت رجلا ولم يخيبني عتادي العسكري رغم أنّ الصدأ قد ناله بالفعل من جراء عدم الإستعمال ولمدة أشهر... هدأت زخاتُ المطر و انكفأتالعواصف فجأةً... وانقشع الصباح بعد مرور ساعتين من توقف المعارك في ساحة القتال ...
تناولنا فطورا ساخنا : عبارة عن بغرير وزيت وعسل .. طوينا صفحة الليلة ... سألتني فاطمة أن كنت سأظل في المدينة لأيام أخرى قلت لها .. سأمضي إلى وجهة أخرى ..حيث عقدت العزم على أن التقي صديقا لي ربما سيتدبر لي عملا .. وسأرى أن كنت سأعود أم سأغادر نهائيا... جهزتني فاطمة بملابس واحذية قالت إنها جمعتها من عند بعض الذين كانت تعمل في منازلهم في السابق ثم زودتني بمال قدره الف درهم قبل أن أغادر إلى المحطة الطرقية قالت فاطمة ... هذا بيتك وابوابه مشرعة وقت ما شئت شكرت لها ذلك وغادرت ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...