إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92181

الخميس، 27 يوليو 2017



الطيور لا تتحمل القفص. ...الجزء 5


صباحا هدأت العاصفة المطرية لكن الثلج مازال يملأ الشوارع والطرقات المؤدية إلى ومن ازيلال ..لم أتمكن من مغادرة المدينة إلا بعد منتصف النهار .. مكثت بالمقهى حتى مجيء الحافلة الآتية من دمنات والمتجهة إلى بني ملال عبر طريق واويزغت .. في الطريق إلى واويزغت تعرفت على صديقي حسن سائق الحافلة وكنت تعرفت عليه في بني ملال قبل سنوات حين كان من أوائل السائقين لحافلات بني ملال الحضرية .. أثناء الطريق كثيرا ما تتوقف الحافلة حتى تزاح الثلوج المتراكمة .. في واويزغت توقفت الحافلة ومنعت من السير .. وكنت أنا أقصد هذه بالذات حيث الصديق صاحب المقهى الذي وعدني بازيلال ان التحق به وسارى ماذا سيقدم لي ... بمقهاه بالشارع الكبير استقبلني بكأس قهوة وبوجه بشوش و باحتفاء زاد من شكوكي لأنني لست على معرفة كبيرة به .. بعد شرب القهوة اصطحبني إلى منزله البعيد شيئا ما عن المقهى .. وبعد تناول الشاي والحلوى عرض علي مالم اكن انتظره قال إنه شكل مجموعة من أربعة أشخاص انا خامسهم وفقيه سوسي سادسنا وسيقوم هو بتمويلنا وسيقدم كل الضروريات اللوجستيكية إلى غاية تمكننا من استخراج ثلاثة كنوز يقول انه يملك خرائطها وماذا يوجد بها من نفائس... وأضاف أنه سيتصل ببقية الجماعة اليوم واحدا واحدا .. وسنقوم معا بدراسة الوضع من كل الجوانب و أضاف أملي كبير في هذه الخطوة ... ابتسم في وجهي وهو يحضنني .. قاسم وداعا للفقر بعد اليوم ....
عدنا إلى المقهى .. أضاف الي كأس قهوة أخرى ومدني بعلبة ماركيز بعد أن أرسل نادله إلى صاكة قريبة ... ثم أمرني أن اتحول إلى "سدة" المقهى حتى ينفرد بي على ما أظن ... تحدث أولا وقال القهوى أو الكارو على حسابي خلال المدة التي ستقيمها معنا ... لكني خلال حديثه و الذي كان عبارة عن مقامات حريرية كنت انتظر الفرصة لالقي عليه سؤالا ربما يتهرب منه ..فاضطررت إلى مقاطعته وطرحت عليه التالي : لماذا اسي ابراهيم اخترتني انا بالذات دون غيري ؟ هناك الكثير ممن يتمنون مثل هذه الفرص ؛ بل كل البشر يتمنون أن يكونوا أغنياء ...؟ رد علي ببساطة إخترتك لأن هذه هي شروط حراس الكنز ... وحتى الفقيه الذي أتيت به من انزكان اشترط علي أن يكون من المجموعة على الأقل واحد سوسي وفي اسمه حرفي السين والقاف ... ؟ ولم أجدك إلا بصعوبة ... أما عن أصحاب العزائم الكبرى فقد اشترطوا كذلك شبابا لا تتراوح أعمارهم الأربعين ويعرفون القراءة والكتابة جيدا ... وكل هذه الشروط متوفرة فيك .! لم اهضم جيدا كل خزعبلات ابراهيم لكني قلت مع نفسي اذا لم يطلب مني أن ادفع مقابل ذلك شيئا فماذا ساخسر ؟... لم يعد لدي ما اخسره ! ساغامر مرة أخرى وسارى أن كان الجن سيجعلنا أغنياء بعد أن اففرنا الإنس !
في الليل اجتمع الستة في بيت عبد السلام ... كان العشاء " مدخما" مرق ولحم فواكه من مختلف الأنواع ..اكلنا حتى التخمة وتناولنا الشاي للمرة الثانية وبدأنا بالتعارف فيما بيننا ... الفقيه كنت أعرفه في ازيلال كثيرا ما كان يرتاد مطعمي أيام السوق الأسبوعي وكنت اعرف عنه اهتمامه بالبحث عن الكنوز ...في مطعمي جلست إليه مرارا ... كان يدعي الكشف عن المستور .. وكنت يوما أردت أن اجربه ... فطلبت منه أن يدلني على من يسرق كؤوس القهوة من الحجم الكبير .. حيث كل أسبوع اشتري علبة منها ..وعندما أتحدث إلى فاطمة حول الموضوع ، تجيب أن الكؤوس تكسر باستمرار وارمي بها في صندوق القمامة .الفقيه سي الحسين همس في أذني أن فاطمة الخدامة هي من تسرق الكؤوس . لم اصدقه ، لكن البارحة عندما نزلت ضيفا عند المومس فاطمة تبين لي أن الكأسين اللذين تناولنا منهما النبيذ هما من تلك الكؤوس ؛ وعندما نزلت لفتح الباب للدرك كنت قد ألقيت نظرة على ماريو اوانيها فصدمني أن أغلب الأطباق والكؤوس كلها مسروقة من مطعمي عندما كانت القحبة خادمة عندي . لكن على كل حال .. لقد استضافتني وأضافت إلى ذلك الف درهم زيادة ... الفقيه سي الحسين وممرض بالمستشفى الإقليمي بازيلال وشاب لم تكن بيني وبينه معرفة مسبقة ..وآخر شاب كنت على علاقة صداقة به في ازيلال كذلك ... هذه المجموعة ستصبح بعد غد غنية وضمن قائمة مليارديرات المغرب ... هكذا كان يتحدث بثقة زائدة ابراهيم ويحرضه على ذلك الفقيه سي الحسين ... سنرى....؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...