إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92162

الخميس، 27 يوليو 2017



الطيور لا تتحمل القفص ... الجزء 6


بايعاز من السي الحسين ، قررنا الذهاب إلى مكان خال وبعيد عن واويزغت لوضع الخطة لبدء التنقيب واستخراج اول كنز مقرر استخراجه وتدارس التفاصيل وتوزيع المهمات . بعد منتصف الليل بقليل اوى كل واحد منا إلى فراشه موزعين على غرفتين شاغرتين . كنت محظوظا جدا حين كان فراش نومي إلى جانب الشابين . الممرض الذي نام إلى جانب الفقيه السي الحسين حدثنا في الصباح انه لم يستطع النوم إلى جانب الفقيه الأخير الذي ظل طوال ما تبقى من ساعات الليل يشخر بشدة حتى أن شخيره يسمع من الزقاق القريب .. قبل الفجر ايقظنا الفقيه للصلاة وكنت أنا من بين الذين اعتذرنا ؛ كوننا لسنا على وضوء كبير لكن السي الحسين ذهب خارجا واتانا بحجرة كبيرة وقال تيمموا : أصحاب الحال . (يريد بهم الجن ). لن يمنحوكم أي شيء دون أن تكونوا طاهرين وعلى وضوء دائم .. تيممت انا والشاب محمد من ازيلال بينما إسماعيل من" تكلفت " وهي قرية قريبة من واويزغت فضل أن يغتسل بالماء البارد جدّا قال : الكنز يستحقّ التضحية .! أضاف انه يغتسل أحيانا في فصل الشتاء بالماء البارد والثلج يتساقط . وأقسم بأغلظ الأيمان بو يطلب منه الفقيه أن يبيت عاريا وسط الثلج ما تردّد في ذلك !! . صلينا الصبح جماعة في المنزل ..بعد الصلاة بأمر من السي الحسين كونا حلقة للذكر والأوراد تلوناها جماعة وبصوت منخفض 1000 من الهيللة و 2000 من التسبيح و 3000 من الحمدلة . قال الفقيه أن هذه الأوراد ضرورية لتهييء الجو وإقناع حراس الكنز بالتخلي عنه ... بعد الفطور مباشرة على متن سيارة ابراهيم ، اخترنا مكانا نائيا على ضفاف سد بين الويدان .. طلبت من السي الحسين تذخين سيجارة والتي لم اذق طعما لها منذ ليلة أمس لكن الفقيه رفض بدعوى أنه من شروط العزائم التي تسبق استخراج الكنز الابتعاد عن الروائح الكريهة .. لم أهضم تبرير الفقيه المغفل . توسلت إليه وطلبت من المجموعة ان يقنعوه بضرورة وجود النيكوتين في دمي قبل أن أقوم بأي عمل .. الفقيه لم يتراجع عن قراره .. فثارت ثائرتي فانتفضت كأسد هائج وتوجهت بالخطاب إلى الفقيه وعيني لا ترى شيئا ولا " تقشع" شيئا .. شوف الفقيه إلا بغيتي تمنعني نكمي سير تقوود نتا أو الكنز ديالك ... تخليني نكمي اوقتما بغيت أولا راه انا منساحب من دابا ... ردّ الفقيه وهو لم يصدق ما يسمعه : اذا اردت ان تتمتع بالأموال الطائلة فما عليك إلا الالتزام بشروط حراس الكنز . هذه تعاليمهم .. زدت غضبا : سير تقوود نتا أو الحراس أو الكنز أو الجنون ديالك ... حتى لآخر يماتي ايجي شي خرا ديال تخربيشت ايخلعني بالجنون ... إذ ذاك تدخل ابراهيم لما راني مصمما على الانسحاب وطمأن السي الحسين بل وأرغمه على الإذعان لمطلبي الوحيد : التدخين وقتما اشاء وأريد ... فكان لي ما أريد
تحت ظل شجرة في شعبة من شعب واد صغير ينتهي الى بحيرة بين الويدان تركت المجموعة نزولا عند رغبة ابراهيم القهواجي في أن أدخن بعيدا عنهم . بعد تدخين سيجارتين عدت . وجدتهم يناقشون خريطة أو ورقة قديمة مكتوبة بصمخ قديم تحدد نقطة وجود كنز قديم اودعه شخص منذ القرن 19 عشر لورثته فلم يتمكنوا من الورقة حتى وصلت إلى أيدي ابراهيم ..متى ؟ وكيف وصلت ؟؟؟ الله أعلم .. الوثيقة -الخريطة- تحدد قيمة الكنز في ثلاث ياقوتات وعشر دماليج من الذهب الخالص وعدد غير محدد من قطع نقدية ذهبية تعود إلى العصر الروماني ... الفقيه عند تفحصه الوثيقة قال إن الكنز موجود داخل قبر يدعي سكان دوار اسفل سد بين الويدان انه لولي صالح .. وهو كنز مدفون ويحرسه جن يهودي اسمه " أسمهاوش ".. الفقيه يقول انه بإمكاننا الحصول عليه الليلة اذا استطعنا أن نكون في مستوى الحدث ... طوال المدة التي كانت فيها المجموعة تتداول في الممكن والمستحيل ، كنت اوافق على كل شيء يستشيرونني فيه !. كنت أقول في نفسي ذبحة أولا ربحة !. كنت أعلم علم اليقين أن أيامي ربما ستكون معدودة ؛ ولكن كنت أمني النفس خاصة بعد أن أكد لي صاحب متجر كبير في ازيلال أن ثروته كاملة جاءت من استخراج الكنوز ... ربما ... سأصبح يوما .... انا كذلك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...