إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92204

السبت، 29 يوليو 2017



الطيور لا تتحمل القفص .....الجزء 7

عدنا إلى منزل ابراهيم بعد الظهر ، صلينا صلاة تأخيرثمّ قمنا ببعض الترتيبات إيذانا باقتراب ساعة الصفر . جمعنا الآلات اللازمة للحفر . بعد ذلك أرسل الفقيه واحدا منّا لأجل شراء البخور كالجاوي والصالابان والفاسوخ و الحرمل ..إضافة إلى لوبان ذكر .. بحثنا عن شعر مؤخرة المعز السود فكان الوصول إليه أصعب بكثير من بحثنا على قرني وعل ؛ اما عن جلد الضبع فلم نعثر عليه إلا عند تاجر أعشاب بقرية تكلفت وعن جلد ثعبان نافق قثد لأرسلني الفقيه أنا و الممرض إلى منزل أمازيغي عند اليفح الغربيّ لحوض سد بين الويدان . وبعد أن جمعنا العدّة ، كتب الفقيه لكل واحد منّا حجابا وأمره أن يعلقه على صدره ... مؤكدا أنه سنفشل في حالة كان أحدنا نقض وضوءه فجأة بريح أو بغيره ؛ وأجبرنا عاى حفظ أية الكرسيّ عن ظهر قلب .. الساعة العاشرة مساء كنا قد اكملنا ترتيبات غزو المقبرة وكان عزمنا كبيرا في استخراج الكنز ... الفقيه أكد لنا أنه ..سيتمكن قبل الانطلاق من حجبنا أمام أعين الإنس وأنّه من المستحيل أن يترصّدنا أحد لا نحن ولا سيارتنا ال R 12 البيضاء طالما نحن ملتزمين بقراءة آية الكرسيّ طيلة مدة الفتح المبارك للكنز إلى أن يستخرج عن آخره .. غادي ن شوفوا ..هادي هي لخرا ليك اقاسم .. ولكن بعد فوات الأوان ......
انطلقنا عند الساعة الواحدة صباحا . البرد شديد وبقايا ثلج الليلة الماضية على جنبات الطريق المؤدية إلى إلى نفق واويزغت - بين الويدان .. نحن الستة في سيارة R 12 التي تعود ملكيّتها للممرّض ؛ الفقيه وابراهيم في الإمام والاربعة الباقية في الخلف الممرض إلى جانبي الذي يشبهني في بعض ميولاتي العبثية ؛ أثناء الطريق كنا نتحدث عندما نبهنا الفقيه إلى قراءة اية الكرسي .. تأكدت أقوال الفقيه بجدوى حجابه عندما عبرنا حاجز الدرك في تقاطع طريقي ازيلال و واويزغت المؤدّية إلى أفورار.. لم يوقفونا أو لو فعلوا وفتشونا لاعتقلونا فورا ... تجاوزنا عدة منعطفات في اتجاه مدينة بني ملال .. عند تجمع سكني صغير وقرب مدرسة بفصل واحد .. أمرنا الفقيه بالتوقف .. بعد أن ركنا سيارتنا تحت شجرة بعيدة عن أضواء السيارات والمركبات التي تمر مسرعة من حين لآخر ..أنزلنا آلات الحفر وموقدا طينيا ثم بحذر شديد نزلنا إلى سفح الوادي العميق كان منحدرا شديد الإنحدار كثيف الأشجار العالية .. حيث توجد مقبرة تبعد عن دوار صغير بمئات الأمتار بعض المصابيح الكهربائية تتلالا من هنا وهناك .. الليل مظلم وقساوة البرد تجعل التحرك صعبا جدا ... الفقيه لم ينقطع من تلاوة العزائم منها ما تتبين مفرداته بوضوح ومنها ما لا ندرك منها شيئا ... وصلنا مشارف المقبرة ...فجأة سمعنا كلابا تنبح من قريب ..الفقيه يحرضنا على بدء الحفر ويطمئننا اننا محجوبون :لا تخافوا ولا تحزنوا ولا تبالوا بشيء هيا اعملوا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...