إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

92190

الخميس، 27 يوليو 2017

الطيور لا تتحمل القفص. ..الجزء -2-



منتصف الليل بقليل اجتزتُ الشارع في اتجاه حي سكني يسمى " تقات" اسم على مسمى مبناه الأمازيغي يختزل معناه ..بالرغم من أن الكلمة هي مؤنث اقا تعني بالعربية الفصحى ... شعبة من شعاب واد .. لكن ذلك كله كان قبل أن يؤسس عليها " بورديل من أشهر المواخير بالمنطقة مستقر ومأوى الفتيات التي هربن من سخط المجتمع في دواويرهنّ جراء تورطهنّ في فضائح حمل خارج إطار الزواج الشرعي أو هاربات من سطوة زواج قسري أو ممتهنات للدعارة عن قصد ونية بناء مستقبلهن بواسطة ممتلكاتهنّ اللّحمية الطازجة .. نفذت إلى زقاق ضيّق مترب غاص بالثلج والذي يكاد يصل في نقط ما إلى أسفل الرّكبتين بقليل ؛ وتحت أضواء أعمدة كهرباء باهتة ومتفرّقة بعشرات الأمتار ؛ كنت أسير متثاقل الخطوات بفعل التعب الشديد وأنا أطوف الأزقة باحثا عن مخرج ، إلى أن وصلت إلى منزل فاطمة ..طرقت الباب اول طرقا خفيفا ، لا من مجيب ... ثلاث مرات بعدها أطلت عليّ امرأة من شرفة فوق : شكون .؟ قاسم .... شكون قاسم ؟ .... كان المكان مظلما إلا من أشعة باهتة يرسلها مصباح كهربائي من زاوية قريبة ...: انا قاسم مول القهوى للي كنتي خدامة عندو.... سكون مرعب يسيطر على المكان ... بعد دقيقة من الترقب والانتظار .. كنت أرتعش بفعل برد لم أستطع أن اصف قساوته .. رجليّ التي أنتعل لها "سبادري" تجمدت ... الباب يفتح بحذر شديد ... امرأة بيدها مصباح يدوي توجه اشعته الوهاجة إلى وجهي ...آه ..آه ؟؟ السي قاسم هذا .؟.. ياك لاباس .... مالك على هاذ الحالة .؟.. تجمّدت في مكاني ولم آلُ حهدا للكلام .. فقط نظرت لحالي . قالت : ياك ما بغيتي تدخل ؟..راني غير بوحدي ... يالله دخل بعدا من البرد أو من بعد ...عاود لي ....
صعدنا السلاليم الاسمنتية . وراء فاطمة ، كنت ارتقي الدرجات الشديدة الانحدار بصعوبة بالغة .. كانت قدماي ثقيلة بما فيه الكفاية تشبهان صخرتين ضخمتين بفعل تجمدهما .. قشعريرة حادة تخترق جسمي من الرجلين إلى الأذنين . لاحظتْ فاطمةُ عجزي فتمهلت ، ومدت لي يدها .. قالت : انك تعاني السّي قاسم ..اش اوقع؟... لم أستطع أن أقول شيئا إلا بعد أن انتهينا من صعود السلاليم الاسمنتية .. دلفنا إلى غرفة داخلية ليس لديها نوافذ ومنزوعة الباب ، فقط ساتر من ثوب لا يكشف ما بالداخل . ساعدتني في الجلوس على اريكة أمام موقد حديدي تحترق فيه كومة من حطب الفلّين و مرتبط بالخارج بواسطة قنوات من القصدير لصرف الدخان المنبعث من احتراق الأخشاب ..فاطمة وهي تولول بصوت خافت عندما رأت حالتي المتردية.. هادشي بزاف اسي قاسم ..!. ثم بدأتْ تتفحّصتني ..جيدا ... وجهي الذي ازْروْرق ، ملابسي المبللة ..حذاءي الذي أصبح الطين المعلق به عائقا لكشف لونه ونوعه...بدأت فاطمة في نزع حذاءي وملابسي قطعة قطعة. إضافة إلى الموقد الخشبي أتت مسرعة لتأتي بموقد ثان غازي للتدفئة جعلته خلفي قبل أن تأتي بملابس قالت : إنها لزوجي الجندي الذي اختطفه البوليساريو قبل أكثر من عقد من الزمن .. بعد ذلك أسرعتْ وأتتْ ببراد شاي بالشيبة قالت سينعشك بعد قليل ..ثم ذهبت لتطهي عشاء إضافيا قالت لقد تعشيت منذ ساعة تقريبا ولم يبق لي مما تعشّيتُ به ما أقدمه لك ....
بعد ساعة تقريبا أحسست بدفء يسري في جسمي كله .. ثم بعد أن تناولت لوحدي وجبة خفيفة من البيض والطماطم قدمتها الي فاطمة على كاسرون .. قالت : قاسم حدثني الآن .. ماذا وقع لك بالضبط ؟؟
بفعل الموقدين الغازي والخشبي أصبحت الغرفة دافئة إلى درجة أبعدتْ فاطمةُ الموقد الغازيَّ .. وتوقفت عن إمداد الموقد الآخر بالاخشاب .. كنت اقص على فاطمة وقائع يوم اظلمت الحياة فيه أمامي واسودّ الكون وسدّت في وجهي جميع الأبواب التي ألفتها مفتوحة مدى عمري في وجهي... كنت نزعت بعض الملابس الإضافية التي امدتني بها فاطمة قبل أن أحس بدفء كاف وبحرارة تتضاعف شيئا فشيئا في الغرفة .. وأنا أقصّ القصص كانت فاطمة قد نزعت عنها تنّورتها وأصبحت في لباس داخلي شفّاف.. فاطمة في سنها الأربعين ..عندما زال عن عيني غشاوة البرد والجوع ... بدأتُ اكتشفُ تضاريس جسدها الناضج ...كانت تعلم عني كل شيء كوني متزوج ولدي أبناء ..رغبة جامحة تجتاحني في أن استدرجها إلى مواضيع أكثر سخونة ، وربما هي من تريد أن تفعل ذلك ! قلت لها لم يعد لدي أي شيء ..لا مال ولا بنون ... الآن يا فاطمة ..انت فقط ...كل ما أملك ..انت ملكي في هذه اللحظة ... ولا شيء ...حدثتني عن المقهى لما كانت خادمة فيه.. قلت لها بالواضح تركتك تفعلين .لأنك حرة في حياتك الخاصة ..انت تعلمين بجد وانا كنت ادفع الثمن مقابل عملك . ولا شأن لي بأشياء كنت تفعلينها وربما تظنين.. انني في غفلة عنها ..
بدأ احساسي بجسدها يتزايد لكني لم اشا أن المح إلى ذلك ... في سنها الأربعين كانت رغم علمي بمغامراتها الجنسية المدفوعة الأجر .. لكن جسدها كان عالما شبيها بجزيرة لم تكتشف بعد ..قامتها الفارهة ، وجهها الحليبي ، عيناها السوداوان ، فمها الذي يكشف عن أسنان بيضاء تحتضن سنا من فضة جعلت وجهها أيقونة فاتنة ... خصراها اللذان يحتضنان حوض سباحة يغرق فيهما القلب والعقل معا ... قامة وقد ...كانت تحدثني وهي تمسد شعرها بيدين جذعيه بياضٌ وامتلاءٌ ...ثم فجأة لما توضحت لها الرؤية وتاكدت من أن قاسم هذه الليلة ليس هو ذاك التي كانت تعرف ، قامت في أريحية ظاهرة وليتها ما فعلت ! مؤخرتها العظيمة لم يحجبها فستان نوم .. و ما كان ليستر جسدها الرهيب ... كان التيار الكهربائي انقطع فجأة عن معامل وآلات جسدي ثم عاد فجأة ... عادت فاطمة وأتت بعلبة تبغ وقنينة خمر ... قالت لتصبح أكثر دفءا ً... الليلة َسانسيك ولو مؤقتا ضنك الأيام : الباطرون ديالي .... ثق بي! ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...