إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

البوّاب .....؟؟؟


جميع موظّفي الشّركة الّتي كنت أعمل فيها سابقا ، هاتفوني واحداً تلو الآخر وأعلنوا تضامنهم الغير المشروط معي عقب استقالتي المفاجئة من شركة "الحجاب" المختصّة في صنع الألبسة المحتشمة الخاصّة بالسّيّدات ، والّتي كنت أعمل فيها مستشاراً خاصّا للمدير، ويده اليمنى ليس بالضّرورة الّتي يبطش بها، ولكن الّتي يعتمد عليها في كلّ شيء، أكان هذا الشّيء متّصلا بشؤون الشّركة أم بشؤونه الشّخصيّة ؛ حتّى  أنّ السّكريتيرة المتحجّبة الّتي لا يستطيع أحد من موظّفي الشّركة ، حتّى المدير نفسه لا يستطيع أن يُشبع نظره من بؤبؤ عينيها  - ناهيك عن أن تمنح له هنيهة من وقتها الّتي تطارد فيها الشّيطان دون كلل - هاتفتني في اليوم التّالي للواقعة المفاجئة كما سمّتها ، وتأسّفت لكونها آخر من يتلقّى الخبر وممّن ؟ من البوّاب دون غيره ! وقالت إنّها مستعدّة للوساطة بيني وبين المدير ، وهو ما رفضتُه وأنا أضع السّماعة بعنف دون أن أمنحها فرصة حتّى لإتمام حديثها . لكنّ الأمور لم تقف عند هذا الحدّ بل زادت تعقيدا حين فاجاءني أربعة من زملائي السابقين في الشّركة تتقدّمهم السّكريتيرة نعيمة يزورونني في بيتي ذات مساء وفي خطوة تنمّ عن حسن نيّة رفض موكب العزاء أن يتناول أيّ شيء من مّا كانت زوجتي معتادة أن تقدّمه لضيوفي . وكان السّؤال الوحيد الّذي طرحته نعيمة نيابة عن الزّملاء الآخرين يتمحور حول : ما سرّ استقالتك المفاجئة من عملك ياجمال ؟ وأضاف أحدهم : أنّ تفانيك وإخلاصك في الشّؤون المسندة إليك تجعلنا نضع علامة استفهام كبرى أمام هذه الإستقالة التي لا نراها إلاّ استفزازيّة لنا كذلك ، إلاّ إذا كان وراءها سرٌّ مكنونٌ تخفيانه أنت والسّيّد المديرعنّا . لمّا تضايقت من سهام أسئلتهم . قلت لا يمكن لي أن أضيف أيّ تعليق ، شكرا على زيارتكم ..
ولقد علمت بواسطة البوّاب الّذي عادة ما ألتقيه في سوق الخضر كلّ مساء خميس توظيف الشّركة لشخص آخر مكاني . البوّاب الّذي ربّما يتعمّد أن يلتقي بي كلّ خميس في نفس المكان توجّست منه خيفة . هذا الخوف الّذي بدّده  البواب بعد هذا اللّقاء بأسبوع حين همس لي في أذني ونحن وسط  الباعة والمبتاعين بالسّوق الشّعبي : ياجمال أعرف كلّ شيء عن سرّ الإستقالة  كما عرفت كلّ شيء عن جميع الّذين سبقوك في نفس وظيفتك فكان مآلهم نفس مآلك لا الّذين استقالوا ولا الّذين طردوا ,أضاف : الّذين يقبلون أن يكونوا بستانيين في حدائق المدير الخلفيّة إنّما يفعلون ذلك خوف أن يفقدوا عملهم لكن سرعان مايجدون أنفسهم مطرودين لا عمل لا كرامة ، أنت ياجمال وقليل هم أمثالك إخترت الكرامة والعزّة لنفسك .. وكنت أردت من البوّاب أن يعرّفني بطريقة الوصول إلى أشياء كان قد طلبها منّي المدير وربّما طلبها ويطلبها باستمرار وانصاع له الكثير ممّن سبقوني ، من وراء حجاب وفي غرف مغلقة وتحت أشعّة ضوء باهت  داخل الشّركة وخارجها في فنادق بأسماء متعدّدة كان يحجز فيها مقاعد لزبناء من مستشاريه الخواص تحت التّهديد بالفصل ؛ كانت إجابة البواب مختصرة : لكلّ منّا عمله ووسائله الخاصّة الكفيلة بإنجازه .. وعندما ودّعته باندهاش قال :  سأضيف لك شيئا الّذين طردوا ليسوا ضحايا المدير وإنّما هم ضحاياي ومنهم أتقاضى ضعف ما أتقاضاه من الشّركة حتّى أستر عوراتهم أمّا المدير " فَحْريرْتو حْريرَهْ " وأضاف في خبث : هذا البوّاب الّذي لا يولونه أيّ اهتمام أثناء عملهم حين يطردوا صاغرين يسجدون له في السّوق الأسبوعي كلّ خميس ..
  وبعد سنة إلاّ أقلّها ، جاءني خبر اعتقال المدير ّالحاج العربي" متربّصا بأحد مستشاريه في مكتبه بالطّابق الثّاني من العمارة الّتي تحتلّها شركة "الحجاب " في حالة تشيب لها الولدان . وتمّ إحالة الحاج المديرعلى العدالة للتحقيق ومحاكمته . ولم ألتق البوّاب بعد ذلك كالمعتاد في أسواق الخميس لكنّه هاتفني وقدّم نفسه أنا البشير البوّاب أردت أن أجعل نقطة نهاية لهذه المهزلة الّتي ورغم أنّني اغتنيت منها إلاّ أنّها أقضّت مضجعي وتقضّه باستمرار فاتّصلت بالشّرطة فكان ماكان .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اقد يعجبك أيضاً :

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...