قصائد لا تنتهي - 5 -عواصفٌ في قصائد الفرزدق !
دعوا الفرزدق
يدخل عليّ
أيّها الحجـابُ
فكّوا عقال الشّعر
إن كان كل ما يقفىّ شعرُ...
حرّروا زنادقة الهتك ،
و ادخلوا عليّ فرز دقا ً ،
يشعل نار الفتنة مجددا ً :
بين ما هو في الكلام متاحٌ
وبين ما هو في الكلام مباحُ ..... !.
تمويــــــــــــــه ....
حين تمور بي جبال الرّغبة ، أوشك أن أعلنها صلاة البداية لقدّاس جنّدتُ له جهابذة الوشم على بياض مُدجّج باقنعة حُبلى بارتعاشات ضوء... ! وهو يحنّ الى ليل بهيم.. أقنعة ٌ أبدّلها كيفما اشاءُ ، أطرد الدّخلاء ، و عديمي الخبرة في الاسترزاق ، و المتطفلين من دود الوخز بأظافر من زندقة اللفظ .. ، أبارك الاقنعة الناعمة عن غيرما خوف ،أو تملّق ، كي تصبح القصيدة حبلى بشموس وفاكهة وزعفران .. فاتحا شرفات السؤال على مصراعيها وعلى كل الاحتمالات . ماكرا : أنصبُ فخاخيّ على ضعاف المعاني و مُعاقي اللفظ ، أكرّس جهدي لإنتظار قد يفجّرُ ضائقة تزلزل أساسات قصيدة : ما تزال رائحة ابو العتاهية و من في فلكه يدور ، تحوم حول اللفظ المدبلج من الأمازيغيّة ، و المعرّب من العربية اليها ... و شكوك تحوم حول مصير قصيدة - أفنيت عليها ذبالة يومي - في مهب المهملات ...أحزم تطلعاتي إلى ظلّ نخلة فارهة ، في عشق امرأة أئن تحت قدميها ، كلما عبرت فراشة أفقا مغبرا بزحام النكسات : إذ النعيّ من غزّة يهدي لعباقرة السلام جثت أطفال كانت ظلالهم تميل الى النصف عندما نبحت في وجوههم جراء ثلمود .. . !!
غزة ...
وياغزة ..
أنت عزة وجود الوجود ...!!
يوم زٌفّت إليك أصابع الصد والنكران .
أنت الآن...
بؤرة العالم ومركزه ...
شاء من شاء...
وأبى من أبى ... !!
وأنت تؤوين من تبقى من نبيذ الباقيات الصالحات ....
وأنا
غزة شبيها :
لم اذعن أبدا - و أنا الغارق في الهزائم إلى الأذنين لبشير كان يدّعي- شغفا- فتحا لم يكن العرب اصحابهُ ... !!
بل انا الضحية ، حين اتيت لماخور اسمه العالمُ ، من ليلة لم تكن بريئة أبدا ، ليلة ساذجة نسجها الماضيان قلبي ، فلن أرضى بالمعرّي أن يوعظني ، وقد مات جائعا من فرط أكله للحوم ضحاياه .... !!
إضــــــــــــــــاءة
حين يمدّ الفجر أظافره لفكّ الليل بضلع الزمن الغارق في موته المؤقت ، يكون الصبح قد انفلق على مدائن ماهي بنائمة وماهي بيقظة .
غيرُه الحديدُ يصهلُ ،
يعزف بانامل لا تبقي و لا تذرُ..
و العصافيرُ ........
أين هي العصافيرُ ؟
و القمرُ...
أين هو القمر ...............,؟
وهو مترنح في لوحة بترولية مضمّخة بالهذيلْ ...
هناك ماء ٌ
هناك سماءٌ
و بين السماء و الماء
ليس الفرق حرف ٌواحد ٌ
هو فرق شاسعٌ .
و شتان بين أن تكون انسانا ً
وبين ان تكون معدلا انسانيا ً .
في اللوحة كل شيء كما رسمته أيادي العابرين في سرعة الضّوء
لكن هناك فرق شاسع ٌ
بين أن ترى الاشياء مشكـّلة على لوحة ،
وبين أن تعبر الشارع الكبير للمدينة ، دون ان تضطرّ إلى قول أي شيء ، أو فعل شيء.... ثم أنت لا تستطيع اصلا ....!
لو كنت دمية من لدائن حقيقية ،
لبشـّرت الدمى بفتح حقيقي على هذا الإنسان .
هذا الإنسان الذي يتقنعنا ...،
انظروا يازميلاتي الدّمى كيف ينبهر الإنسان : الدمية- بفتح لم يكونو- هؤلاءالمغفّلين - بالغيه إلى بشق الأنفس ....؟
لم يكن فتحا أبدا ...
بل كانت :حربا معلنة على الأرض ومن عليها .. من طرف واحد ضدّ طرف واحد : من طرف من عليها على من عليها .! وتعرف الدّمى المعدّلة انسانيا : أن الأرض مُحدثة . و لم يكن الانسان يوما بدون أرض . و لم تكن الأرض يوما بدون انسان . لو لم تكن قصائد الفرزدق يوما،لكان الكل تحت رحمة أنّ ما قد كان كان ، و ما سيكون سيكون ..! فاشرب بحرك ان شئت ، اوامضغ أوابلع غيضك إن شئت . لكن الانسان كان يعلم أن النهاية اتية .. يومها تبقى الأرض غير الأرض .. و السماوات . هو يعلم أنّ جريرا ً و فرزدقا ً ابتدعوا لعبة التماهي مع الاقدار في البناء و الهدم . انا الذي كنتُ ، و انت الذي أصبحتَ ، و لا شيء غير أنّ الطبيعة (الأرض) و الفضاء لم يغزُهما أحد . !
فما بال الدمى تشطح في فناء المسلّمات ؟. ثم ترسي قواعد في الجدّ و الهزل . وهي تعلم أن بين القمر وبين ان يبلغه الانسان ،هو ما بين أن أكون شاعرا يغزل الحرف في آنية من فضة ، وبين أن أكون شاغرا كالقبرالعتيق أحتجّ على ناسك من حفدة أبو نواس ، يخرق أوزان الخليل و يتّبعها برقصة على ايقاع الحداثة .
ضبابيــــــــــــــة ..
كما لو كنت أنا الدّليلُ الى مسرّات المرايا و أنجمها العابثة ، بمساء صلب ، و سواري راسخات على اكتاف الذين ترهقهم سماوات القوانين الصّلصالية ، وأعمدة عليها علامات ، و حرّاس أمن ، كانوا قطاع طرق إلى عهد قريب ......
ولافتات نصبت عبثا قالوا مرّوا من هنا..
أو بربك..
وأنت العارف بمفازات الأرض
أمن هنا مر و يمر الذاهبون و الاتون من غير ما حرج .....؟
هذي المسالك و الدّروب التي تشحذ رغباتي المتجدّدة لغد ورديّ
بظلال وارفة
ممتدة
كظلال الصفصاف .
كلما اشتــُعلت رغبة ٌ من غير ما نار أ ُطفئت .
ولم ادر من؟
من هذا الذي بيده مقاليد نفسي
يدمرني من غير ما رحمة .......؟
انا الذي قتلتني امرأة ٌ
قيّضت
من جذوع رغبتي شياطين يــُلبسني الماردُ لبوس اليوم الأول لئن اطعتُ.... كنت ضحية الذي يتقمّص في سهوي هذا الجسد الفاره في الخطايا ....
و لئن عصيت ُ
كنت الداخل إلى جنــّة لم تكن أبوابها موجودة ابدا !
ولم يكن احد ليشيدها ابدا !
و لم تكن ليدخلها احد ابدا ........!
تمويه يتجـــــــــــــدد
كل صباح أذرع المسافتين بيني وبين نفسي ، و بيني وبين العالم الثمل بكأس من حديد ، معتقة بجرعات من بقايا عظام الجمهورية الاغريقية .. أذرع ُ المسافة شغفا لمعرفة : كيف ياتيني الليل يوما دون ان أسال أو أتساءل ،أو أخِزَ فطرة العالم الناعمة المنقادة في شهوة لطاعة لله ....! وكنت أسْبحُ تارة بلا زورق ، و تارة أكون أنا الدليل إلى مرفإ كل الكلمات فيه بلا معنى ،غير مرادف واحد .. :
إن نصّبت نفسي داعيا له : لم تخل المغازات يوما من كلاب تنبح او معاول مهئياة للهدم السريع ، وكنت أمتــّع ُجرائي بصبر مني إلى ان يبلغ الوخزُ قمّته ، فأنبح أنا بدوري ، و أعوي ذئبا .. و أصرخ ، وأ ُخرج تحت ابطاي ّ قاموس البلاغة النواسية ،حتى تهدأ جراء ثلمود ...
لم أكن يوما عاصيا
من عصاة عاد
أوقساة ثمود
أوعتاة لوط
او شواذ بومبي
او طغاة سبإ
حتى لو أن لي أصبع الشبه بهم ....
كنت إناء َ
تطهي فيه أمي جميع الوجبات اليومية
أمي.........
يا أمي
أنا الآن بين نار وهــّاجة وبين ريح عاصفة تتحرّى العصف به
وريح تقيم متاريس بيني وبينك أمي .....
.لماذا أمي...؟ :
كل هذا العراء وهذا الخلاء الممتد يبن ايد شاحبة تشحذ لمس يديك وبين هذاالجسد الملائكي مذ كويت بنار البعد عنك
وهل قلت يوما ضرورة ان أتحرى رائحة القلب حين تضيق به المسافات كي ألوك لأمي عذرالنزوح الى غياهب اجتثــّث عمدا ذكرأمي من يوميات يقظتي .....؟
انا من غرّتني الفضاءات العاهرة ، فانجذبت سهوا حتى دكــّتني المفازات ُ بمياسيمها وسوّتني بالأرض أرض مفاتن غوايتها ..!
وحكيتُ للقاصي و الداني كل الحروب التي لم أكن منتصرا فيها ، و لم أكن لأنهزم من حروب كنت أنا الذي أشعلتها في ميادين أوهامي ، او على بياض ازوّده بسلاح القبض على جمر اللــّعبة إلى أقصى النزع ....
لم أكن تعلـّمت أبجدية الحروب إلا ّمن مذكرات وطني ..
الذي كلما أخذته حمّى حرب ، كنتُ أنا الذي أهرعُ بحثا عن نفسي بين قتلاه ..! وكلما انتهت حربٌ تليها حرب ٌ، و بين موتي و موت ٌ يليه ، تصحودمى الحياة يلبسون جلباب المساجد تحته لاشيء غير البحث عن حبوب الهلوسة التي تباع عند اعتاب المساجد ..! و الإمام الذي يخطب يوم الجمعة كشفوا له عن خطـّة لهروب مشرّف ، اذا دعت الضرورة لذلك ...! وكنت الخطيب حين أمروني بالصعود إلى المنبر بفمي فقط ! و عينين مجرّدتين من دمع محتمل وقلب نسائيّ وعقل أخذوه مني حتىّ انتهاء الصلاة ، ثم ّاعادوه بعدما عدّلوه جينيا ..!
فاصل افتراضــــــــــــي
لم يكن الشعر
يوما
يارُقـيّة ُ
صدر عاشقة
أهرعُ اليه من عواصف
أو اعوذ به من نوازل
فاجأتني ذات قصيدة ... !
لم يكن الشعر
يامريم ُ
حضن أمي
حين تهدهدني
وتمسح دمعي
كلما صفعني الدهر
او غشاني القفرُ
ذات مصيبة ... !
لم يكن
يافاطمة الزهراء
غير
أمرّ الأمرّين معا ....!
وقد كنتُ
يا أحمد -
الأتي يوما
في عمـّارية الشعر-1
أصارع الرعشة
وهي تميد بي
رجفة نملية
تختزل مخاض
الكتابة
من أصابع يدي
إلى رفـّة تشتعل في رموشي
وأنا اشحذ ُ -
وأعضائي شمع ٌ
تذوبُ
في لهيب الحروف -
ربـّة اللفظ
بينما تأتي الكلماتُ
أقصى الانتظار يابسة ً...... !
ثمّ أعيد الكرة ثانية
وأنا الشاعر المتعود
عصيان الحرف
أشحذ اعصابي الشـّمعية
لانتحار أخير...
أقتحم العبارة من الأبواب الخلفية
ومن كل باب
بنفس طويل
فأفتقد نفسي في لهيب المعاني
وبين سهوم ووجوم
اتفقد بائع السجائر
علّ رائحة التبغ
تهديني خيط الوصل
وأطل في مرآة
قهوتي الباردة
فلا ارى غير يد يابسة
وابتسامة جافة
للنادل
فتنتفض فيّ
كلاب الحانات على حين غرة
لكن عبارة زائغة
قد تمر فجأة في أفق نخبي
فأعلنُ انتهاء حرب
لم تكن المواجهة فيها
الا بيني و بيني ...!
من الكلمات
من يخلصن لي عن ود ..
من الكلمات
من يعفنني ...!
وكلمات تمردن علي...
وقصائد انكرت علي
دمي ،
ونزع المخاضات
عندما يتشكل جنين الزوبعة
في رحم الكأس....!
اي حزن كان يمكن
ان اتحمله
حين تجافيني القصائد .... ؟؟؟!
فأذرع ُقلبي جيئة وذهابا
أشحذ شربة كلمات ...
او لقمة معان ...
شاردة في افق افتراضي
تتوجسه خفقات قلبي
برغبة جامحة ....!
كان عليّ
أن أمضي شغفا
لوحي يرأف برفيف روح
يتوق عناق لحظة
كانت رقما.. ،
قد لا تعاد كتابتـُه ثانية ...
كان عليّ أن أمضي فزعا
من حجر يتساقط عليّ كاللـّكمات ...
كان عليّ
أن أحزم ظمئي
الى قافية عطشى
منذورة لجولة
دفعت كل أسهمي
لربحها في بورصة الكلمات ...!!!
فوضى النهــايــة
يا فرزدق
أيها المتحايل
و المحتال عمدا
على خزائن اللغة
وعفة الكلمات
قل لي
أما تقوله وجرير شعر ...؟
قل لي ما تفعله
يا جرير
إن ظللت تستحلف زبانية الإلهام على فكرة زاغت عنك وآنت تقلم أظافر عازفة
العود وناي العشق على مخمصة على شط نهر ياجريرُ ..؟
الم يكن الشعر
استدراجا لشهوات غير البطن ....؟
وشهوات تكن المواقع الاليكترونية اواصر به لا حبا فبك يا جرير ُ
ولكن حبا في شيء انت لم تكن بعد راشد لتبلغ كنهه يا جرير ُ ...
انه النفط يا جرير ُ
انه النفط الذي خصصت له القواميس جانبا من مجالها البياضيّ ، لشرحه وتبيان تماهيه
انه النفط الذي إعرابه واحد ...
النفط: عربي المبنى واجنبيّ المنفى
ولك يكن أبدا معربا...
ترفعه رافعات الغرب
وينصبه نصّابوا الغرب
ويُجرّ ويصبّ في احتياطيات الغرب ....!!!!
وأنت يا فرزدق ، وثلة من مرتزقة الكذب والزندقة :تهيمون في واد حتى جرفتكم الأماني... وغيركم في أبحر ، وفي سماوات لا تتلى فيها القصائدُ ..... !!!
وأنت يا موت
ماذا سأخسر
إن عشت طويلا بلا هوية ؟؟
او فاجأتني بغتة
ولم يطعمني الدهر بعد
سر ثدييه العلقمين ...؟
أو يشحذ في ّرغبة الاستنجاد بك
يا موت ُ ؟
في غزة تروح وتغدو كما تشتهي
يا موتُ ...
بينما جراء ثلمود يموتون مرتين
بشكل مختلف
ياموتُ .....!!!
أو تدري يافرزق
كيف يموت الانسان بشكل مختلف
و الدمى لاتحيا ولاتموت ...؟؟
في عهدك يا فرزدق
كان كل شيء حولك جميل ، إلا ّجريرُ ....!
ولو كنتما حيـّيـن ما استطعتما إلاّان تواجها
قبح هذا العالم وما فيه......!!!
خلــّو بيني وبين شعري
إذ العواصف تجتاح قارعة نفسي،و أنا ألملم
بقايا نفسي لاحتضار طويل ....
أنازل وحشة العبور الى مرفإ حلمي ، فتحتشد عليّ الباقيات القاسيات ، كسهام الوشم على جسد يتحيّنه الندى الصيفيّ ، و القصائد تكاد من شدة حرصي على ان ازوجهن الى أول قارع باب فوضى اللّفظ ..وقلبي من شدة ولعي بالحرف : وهن تارة وتارة هو قلبي وليس لي غيره كي أوزعه بين زوجتي وعاشقات الفايسبوك يقلن ماشئن ، ويكتمن عليّ ما شئتُ ...!
وانا المدركُ ان الحب عصي على من قلبه مهدى للقصائد ....
كيف بي اقبض على مسلك السائرين الى مرفإ لا شعر فيه لا اسئلة فيه لا وجع الكتابة فيه ....؟
لا قصائد.... ؟
كلما احببت...،
العاشقين للشعر تعلقت بالخيط الواصل الى جنة عاد في الربع الخالي كلما اذعنت
لقلبي كلما لاح غبش الفجر كالسراب,
الى اين ادن يستدرجني
هذا الشعر الذي يبدا غيما و ينتهي غيما ..؟
و بين الغيم و الغيم وهج الصعود الى فردوس ابتنيته على قارعة الشعر ذات قصيدة .... !!
لو ان القصائد منقدتي ، لقدمت نفسي قرابين للشعر، و لجعلت ابي فراس مثـَلي وقبلتي و صلواتي ....!
من ذا يقول ان الشعر الفة بين القلب والروح ؟ تزدرد غصة عالقة بين معنى
الحياة في زندقة أبي نواس و نسك ابي العتاهية .....؟
و الحديد دائما هو الحديد ...
و المدائن تذوب كالشمع
رغم ان
الحديد يبقى هو الحديدُ ....
و القلوب غزاها الحديدُ ...
و عقول غزاها النفطُ ...
و افئدة صحّرها القحط ُ
فكيف أؤول الى رشدي الذهبيّ
حين يكون في وسعي ان آمل
فلم يبقى لي املٌ
دعني إذن ....
دعني يا فرزدق
اكتب قصائد لا تنتهي ابدا ...... !!!!!